قصة جميلة بقلم سارة الزعبلاوي
إلي عينيها بحب شديد قائلا
اهلا بيكي يا دكتور ليلي
ابتسمت و هي تشير بيدها له كإشارة للجلوس و قالت
اهلا بحضرتك اتفضل اقعد يا استاذ فهد..
جلس و هو يقول
انا
________________________________________
سمعت ان دكتور محمود ساب المستشفي الكلام دة بجد!!
الأول بس تشرب اية!
قهوة مظبوطه
قامت بطلب مشروبه المفضل و من ثم التفتت له قائلة
للأسف فعلا دكتور محمود باع نصيبه في المستشفي و سافر فرنسا!!
طيب و مين الشريك الجديد اللي مع حضرتك يشرفني اشوفه و اتعرف عليه
نظرت له بتوتر لاحظه هو فقال بتساؤل
هو في حاجة!
تلعثمت قليلا و سرعان ما لملمت شتات أمرها و قالت
اتفضلي
أتجهت ليلي نحو باب داخل غرفة مكتبها و قامت بالطرق عليه.. مرة أخرى و لم تجد إجابة و هي تعلم أنه بالداخل فاضطرت للدخول دون إذن
فتحت الباب لتجده جالس علي مقعد مكتبه و هو مندمج في الحديث في الهاتف لذلك لم يسمع الطرق علي الباب
وقفت خلفه و هي تسمعه يقول
يا حبيبتي مش هتأخر و الله كلها ساعة و هكون عندك
هل من الممكن أن تتوقف الحياة!
اعتقد أنه من الممكن فبعد سماعها لتلك الجملة توقف نبض الحياة من حولها!!
شعرت بوخزات في قلبها.. محاها من ذاكرته و أحب أخري بهذة السرعة!
أما هي فاختارت الټضحية و قررت أن تعيش علي ذكراه يالها من ساذجة!!!
دكتور فارس لو سمحت في شغل محتاجينك فيه
أشار لها كعلامة للانتظار و هو يقول موجها حديثه لمن يحدثها علي الهاتف
طيب يا لينا ساعة و هكون عندك.. باي يا حبيبي!!
نهض واقفا أمامها و هو يستمتع بنظرة الألم الظاهرة في عينيها حسنا فليعبث بها كما عبثت به و تفننت في تعذيبه سابقا
قال بنبرة خالية من المشاعر
شغل اية دة!
مدير شركة الأجهزة الطبية اللي بنتعامل معاها موجود و عرف ان محمود باعلك نصيبه و عايز يقابلك
قالتها ببرود و هي تتعمد الا تنظر في عينيه حتي لا ترى نظرات التشفي هذة في عيونه
تمام يلا نشوفه!!
أهلا بيك يا أستاذ فهد.. اتشرفت بمعرفتك!!
ربنا يخليك يا دكتور فارس.. حبيت حضرتك تكون موجود عشان هنبدأ في الشغل
تمام
بدأ الحديث يطول و هم يتحدثون عن العمل و كلما لاحظ فارس نظرات فهد المصوبة إلي ليلي و هو ينظر لها بشوق.. كلما ازداد سخطه
انتهي حديثهم و قام فهد مودعا إياهم و هو يقول
كنت عايز اعزمك يا دكتور ليلي علي خطوبة أختي يوم الخميس و انت طبعا يا دكتور فارس معزوم!!
ابتسامة صفراء صدرت من فارس و هو يقول
و حضرتك يا دكتور ليلي!
ابتسمت له و قالت برقة
طبعا هاجي يا استاذ فهد الف مبروك
________________________________________
ليها!!
الله يبارك فيكي و عقبالك قريب ان شاء الله استأذن انا بقي!!
صاح بها و بين لحظة و الأخري وجدت حالها محاصرة بين ذراعيه... قائلا
انتي بتستعبطي لآخر مرة يا ليلي هسألك فيه اية بينك و بينه!
نفضت يديه عنها و دفعته پغضب و صاحت هي الآخر قائلا
اسمي دكتور ليلي و ملكش دعوة يا فارس بيا.. زي ما انت عشت حياتك و نسيت اللي بينا في يوم و ليله.. انا كمان هعيش حياتي و هبطل سذاجة
لوي ذراعها فتأوهت هي و سقطت دمعة حزينة علي هذا الحال الذي وصلوا إليه و هي تسمع صوته قائلا
يعني فيه حاجة بينكم اهو طيب بصي يا ليلي خليكي عارفة ان انتي مش هتبقي غير ليا.. و اي حد هيفكر يقربلك هتكون نهايته علي إيدي صدقيني!!
دفعها بعيدا عنه و نظر لها باستخفاف نظرة أخيرة ثم تركها و انطلق كالعاصفة الهوجاء!!!
كانت تنتظره علي أحر من الجمر و هي تتمني أن تسير خطتها كما تريد فهي تريد أن تتخلص من عبء وجودها معه في أقرب وقت
سمعت صوت المفتاح و هو يوضع بالباب فنهضت و هي تتهادي في سيرها حتي وصلت إليه فاحتضنته بشوق متصنع
و قبلت وجنته ليبعدها هو عنه برفق و قد ظهر الانزعاج جاليا علي وجهه لتقول هي
شو بك حبيبي!!
زفر بضيق و هو يسير ليجلس علي الاريكة لتسير هي خلفه و تجلس علي قدميه و هي تعبث بأزرار قميصه قائلة
حكيلي شو صار!
مفيش يا لينا يا ريت تسيبيني لوحدي!!
خلاص.. رح امشي!!
فتح لها باب السيارة و هو يمسك يدها برفق.. بينما كانت الأخري تتابعهما پحقد باد خرج محسن مرحبا و كأنه ينتظر تلك العودة بشغف
دخلوا نحو الفيلا فقال محسن
يلا يا ولاد اطلعوا استريحوا و لما الأكل يجهز هناديكم
ابتسمت له نور عندما غمز لها بعينه.. دائما ما كان منبع للحنان دائما ما كان سندها بعد ۏفاة والدها حتي بعد زواجها من حسام كان يعاملها كأنها هي ابنته و ليس حسام
صعدا معا و هو يغازلها باشتياق
________________________________________
حقيقي يتسلل من بين كلماته فيحرك جيوش الحب الذي كاد أن يدفن داخل قلبها المسكين!!
استدارا حينما سمعا صوت باب غرفة ما يفتح و تطل سما منه قائلة
حسام حبيبي عايزاك!
نور حبيبي ادخلي و انا هاجي وراكي!!
اغمضت عينيها بحزن علي تلك اللحظات المختطفة من الزمن و قالت
ماشي
سار حسام باتجاه غرفة سما و دلف قائلا
في أية يا سما!
اقتربت منه بدلال قائلة
ما وحشتكش يا حبيبي و لا إية!
ابعدها عنه برفق فهو الآن لا يتقبل سوي لمسة نور اعترف بسيادتها علي قلبه.. كانت محقة عندما قالت ان الفراق سيوضح لكلا منهما مكانة الآخر في القلب
و الآن
ما هو واضح له أنها أطلقت سحرها الأبدي علي قلبه فمنعته من رؤية أحد سواها
سما انا سايب نور لوحدها مش وقته
كدة برضو.. دة انا قاعدة مستنياك من بدري
معلش وقت تاني أكون فاضي فيه
تركها و خرج و كأنها تشحذ منه الحب استطاعت أن تفرض سيطرتها علي المنزل بأكمله بمجرد أن خطته قدميها.. لابد أن تجد حل سريع للتخلص منها و الاستحواذ مرة أخري علي حسام !!
أما في الغرفة المجاورة عندما دلف وجدها منشغلة بترتيب الحقائب فأدارها إليه و نظر لها بحب قائلا
عارفة يا نور.. يمكن طول السنين اللي فاتت دي عمري ما قولتلك بحبك.. و لا حتي قولتلك كلمة حلوة بس بعدنا عن بعض دة وراني قيمة وجودك في حياتي ربنا يخليكي ليا و ميحرمنيش منك
ابتسمت و هي تستند بجبينها علي جبينه و أغمضت عينيها بنشوة قائلة
يا حسام انت غيرت حياتي في يوم و ليلة.. انا بحبك
احتضن خصرها و رفعها من علي الأرض و هو يهمس
و انا بعشقك يا قلب حسام!!
و بذلك استطاع أن يصك ملكيته علي قلبها و غرقا معا في بحور عميقة لا قاع لها و لا منقذ فيها من الڠرق سوي الحب!!
خرجت من غرفتها بعد أن كانت حبيستها لمدة الثلاث أيام السابقة كشفها أمام حالها.. اعترفت أن الأنانية تمثل الجزء الأكبر من شخصيتها!!
نزلت الي بهو الفيلا لتجد والدتها جالسة تتلو القرآن الكريم لأول مرة تلاحظ التعب البادي علي وجهها.. اقتربت منها و چثت علي ركبتيه أمامها و هي تضع رأسها علي قدميها لتقول والدتها
مالك يا فاطمة بقالك تلات ايام مش بتخرجي من اوضتك.. انتي زعلانة انتي و احمد و لا إية!
احم.. لا يا ماما بس كنت واخدة برد و كنت تعبانة انا و احمد كويسين.. المهم انتي مالك يا حبيبتي شكلك تعبان!!
تلعثمت مرفت و هي ترد قائلة
انا كويسة متشغليش بالك بيا المهم انتي يا عروسة!!
ابتسمت بمرارة و قالت
ماما انا بحبك اووي!!
احتضنها والدتها و
________________________________________
هي تربت علي شعرها و تمنع دموعها بالكاد فقريبا ستودع حياتهن و تترك صغارها يعتمدن علي أنفسهن!!
يا له من ألم كونك تعلم أنك ستفارق أحبابك خلال أيام معدودة.. يمثل قمة الألم!!
فاطمة حبيبتي انا كمان بحبك!.. بس عايزة اطلب منك طلب..
اتفضلي يا ماما
حبي اخواتك انا مش هعيشلكم طول العمر خليكي قريبة منهم هما سندك في الدنيا دي يا حبيبتي.. مهما يحصل بينكم هتفضلوا اخوات!!
نظرت لها بحزن علي علاقتها المتدهورة بشقيقاتها ليسوا فقط شقيقات.. بل هن توأم!!
حاضر يا أمي!!
دكتور يوسف بذات نفسه عندنا دة اية الهنا اللي انا فيه دة!!
ضحك و هو يتقدم منها مقبلا يديها و قال
انا قولت آجي أطمن عليكي و بالمرة أشوف اية اخبار
شغلك
كله تمام المهم انت عامل اية!
جلس علي الاريكة المقابلة لمكتبها فسارت هي لتجلس بجانبه و كأنها تستمد طمأنينتها من وجودها بجانبه... كاد أن يتحدث حينما سمع صوت دقات متسارعة علي باب الغرفة لتهتف هنا
أدخل!!
دلفت السكرتيرة و علامات الفزع مرتسمة علي
وجهها و قالت
الحقيني يا بشمهندسة!!
ابتلعت هنا ريقها بصعوبة و قالت بقلق ممزوج پخوف
في أية يا مروة!
التقطت مروة أنفاسها و قالت بتوتر
في واحد من العمال و هو في الموقع بتاع شركة الدمنهوري وقع من الدور السادس و العمال مش عارفين يعملوا اية!
انتفضت هنا عند سماع تلك الكلمات و قالت صائحة
يا نهار اسود اتصلي بيهم بسرعة و قوليلهم يتصلوا بالاسعاف علي ما آجيلهم.. بسرعة
قال يوسف مهدئا إياها
اهدي بس يا هنا اصبري انا هاجي معاكي!!
لا لا خليك انت.. انا هروح!!
قالتها و هي تلتقط حقيبتها لتخرج مسرعة فامسك ذراعها قبل أن تخرج و قال
انتي مش هتتحركي في حتة غير و انا معاكي يلا!!
لم يتأخر دائما هي من تأتي متأخرة... في كل شيء تكن متأخرة حتي في اعترافها لحالها بأنانيتها كانت متأخرة... و أمنيتها الوحيدة الآن هي أن تستطع اللحاق بحالها قبل أن تفقده هو الآخر!!
جلست أمامه بتوتر و
________________________________________
هي تقول
آسفة لو أتأخرت
لتزفر هي بضيق... نظر لها بلا مبالاة حقيقية و عيناه توجه لها أسهم من الڼار ټحرقها بلا شفقة!!
ما هو دة العادي بتاعك يا فاطمة.. مفيش حاجة جديدة يعني!!
تنهد بحزن و هي تحاول إبعاد عينيها عنه و قالت
أحمد انت لازم تسمعني و تديني فرصة ادافع عن نفسي!!
اخترقت نظراته القاسېة قلبها.. هشمته الي قطع لن تعود كما كانت مرة أخري!!
قال و هي تشعر من حديثه انها سقطت من نظره مع الأسف
انا مش جايبك عشان اسمع مبررات يا فاطمة اكتفيت من مبرراتك يا فاطمة بصراحة!!
يا الله ما هذا التحول التام الذي صار عليه!!
من عاشق متيم إلي رجل قاسې متبلد المشاعر
و قد صدق من قال الطبع يغلب التطبع !!
فسرعان ما عادت إلي تلك الطبيعة المتمردة و الشخصية ذات الكبرياء القاټل حينما قالت
اومال جايبني ليه يا احمد عشان تكسرني و توريني اني مسواش بالنسبالك حاجة !!
تقوس جانب شفتيه بسخرية و قال
و