قصة جميلة بقلم سارة الزعبلاوي
دة طبعا الرد المتوقع منك يا فاطمة.. و عشان أقصر عليكي المسافات هقولك انا جايبك النهاردة لية!
أدمعت عينيها و هي تتظر له منتظره تفوهه بكلمات الوداع الحاړقة و لكن ما تشدق به أذهلها و خالف توقعاتها تماما!!
حقا لم تشعر به من قبل هكذا!!
لم تشعر بكم المشاعر المنطلقة منه هكذا يوما شعرت بحبه في همساته و في وعوده الصادقة لها
أمسكت بخصلات شعرها التي تشبه موجات البحر الرائعة و هي تقوم بربطهم لينسابوا علي ظهرها بنعومة واضحة و قالت
خلاص يا حسام جاية اهو!!
هبطت معه.. كلا منهما ممسك بيد الآخر و كأنهما يستمدان من بعضهما القوة لمواجهة هذة الحياة الكارثية!
يلا يا ولاد الأكل هيبرد
هتف بها محسن و قد عرفت الابتسامة طريقها إلي وجهه و كاد قلبه أن يغادر ضلوعه متراقصا من السعادة
فقد عرفها قبل معرفة حسام لها استشف احتياجها الواضح لعاطفة الأبوة التي فقدتها في ذاك الوقت
و عوضها عنها ليصبح لها أبا رائعا..
نظر نحو تلك الماكرة الجالسة بجانبه لم يسترح لها يوما.. يعلم أنها لم تفكر يوما لا بحب و لا بشيء من ذلك القبيل لكن النقود كانت اختيار رائع بالنسبة إليها.. و ثروة حسام ليست بقليلة لكن مهلا.. فهو لن يجلس يشاهدها و هي تخدع ولده تحت مسمي الحب و يظل صامتا.. فصبرا جميل!!
قالها محسن باضطرار فابتسمت هي بتوتر و قالت
ااا.. انا باكل اهو يا عمو!
ابتسم لها بتصنع و قال
من بكرة بإذن الله يا حسام تاخدها بقي و تروحوا لدكتور كويس تتابعوا معاه!
لا اقصد يعني
________________________________________
مش لازم يتعب نفسه انا هبقي اروح لوحدي يا عمو!
ازاي يعني تروحي لوحدك دة لازم حسام يجي معاكي و لا إية يا حسام!
انتبه له حسام الذي كان منشغلا بشعور نور في هذة اللحظة.. هو يعلم أنه ليس ذنبها انها لم تستطع أن تأتي بالطفل الذي تمناه منها بعد زواج دام خمس سنوات
احم معلش كنت بتقول اية يا بابا!
ابتسم له محسن مدركا ما يدور في ذهنه و قال
هز حسام رأسه بالإيجاب و قال باقتضاب
أن شاء الله
إن حدث هذا فسينفضح أمرها و لن يجعل حسام الأمر يمر بسلام خصوصا و انه يتنمر لها.. ينتظر اي شيء يجعله يتخلص منها و هو يستشعر ثقل عبئها عليه!!
نهضت من علي المائدة و هي تنظر له و هو يهمس في أذن نور.. أشعل فتيل الحقد في قلبها المغطي بعتمة سوداء فتصنعت الألم و هي تتأوه واضعة يدها علي بطنها قائلة
انتفض حسام من محله ليس خوفا عليها بل علي الجنين القابع داخلها..
اقترب منها و هو يضمها له برفق قائلا بقلق
مالك يا سما حاسة بإية!
ابتسمت بمكر و هي تري نور علي الدرجة الأخيرة من السلم و بالطبع قد سمعت ما قال.. ادمعت عينيها بحزن علي السعادة التي لم تكتمل و صعدت مسرعة نحو غرفتها
وصلا نحو المكان الذي وقع فيه الحاډث فهبطت هنا راكضة من السيارة..لأنه بالطبع المسئولية كاملة تقع علي عاتقها و إن حدث لهذا العامل شيئا فلن يسئل غيرها!!
هبط يوسف خلفها و هو يحاول اللحاق بها قائلا
يا بنتي اهدي ماتخافيش!!
توقفت ناظرة إلي البنايات المهجورة حولها بذهول لا يوجد أحد!!
لا يوجد أثر لأي مخلوق في هذه المنطقة المهجورة
تبادلت هي و يوسف نظرات الدهشة.. فسمع هو صوت رنين هاتفه فأمسكه قائلا
ألو يا فارس
إيه يا ابني انت فين من الصبح مش قولتلك تجيلي المستشفي النهاردة!
كاد يوسف أن يتحدث و لكن ما وجده أمامه و حوله و صرخات هنا جعلت لسانه ينعقد و صوت فارس يأتيه من الهاتف قائلا
في أية يا يوسف يوسف انت فين.. يا ابني رد عليا!!!
الفصل السابع
نظر حوله بدهشه و هو يري ذلك العدد الهائل من الرجال ضخام البنية بينما فزع حينما وجد أحدهم يسحب هنا پعنف نحوه و صرخاتها تتعالي
أسرع نحوها لينقذها من يده و لكن شعر بسن رفيع يخترق جلد كتفه من الخلف.. تأوه بصوت منخفض و هو يري الرؤية أمامه مشوشة تماما
لكنه لم يستسلم حاول الوصول إليها بخطي واهنة و بالفعل استطاع الوصول إليها و لكن لم يحالفه الحظ فسقط مغشيا عليه أمام قدميها لتسقط هي الأخري إثر هذه الإبرة المخدرة!!!
أسرعت في خطاها نحو هذة الممرضة التي تهتف قائلة
يا دكتور ليلي الراجل العجوز اللي كان في غيبوبة فاق دلوقتي
لم تستمع لكلماتها أكثر من ذلك فهي تتشوق لمعرفة قصة ذاك الرجل الذي لم يسأل عنه أحد منذ دخوله المشفي و بالرغم من ذلك فالنقود الخاصة بعلاجه تدفع من شخص مجهول الهوية!!
بالإضافة إلي تلك الحاډثة المفزعة التي تعرض لها و قالت تحريات الشرطة انها حاډثة سيارة و لم يتم العثور علي الفاعل!!
اتجهت نحو غرفة ذلك الرجل لتجده يحاول فتح عينيه بصعوبة و يقول بصوت يكاد يسمع
داليا.. داليا
قطبت حاجبيها بتفكير.. من الواضح أن قصته معقدة إلي حد كبير حدثت الممرضة الواقفة بجانبها و هي ممسكة بعدة أوراق تكتب عليهم قائلة
سماح.. التحاليل دي تتعمل النهاردة مش عايزة تأخير فهماني!!
هزت الممرضة رأسها بالإيجاب فاقتربت ليلي من ذاك العجوز و هي تحدثه بصوت منخفض قائلة
لو سامعني رد عليا او اديني أي إشارة
هز رأسه بحركة بسيطة فابتسمت هي قائلة باطمئنان
حمد الله علي السلامة
لم يتحدث بينما أطرق بعيدا بحزن فتنهدت هي بتفكير و قالت
طيب أنا هسيبك دلوقتي و هرجعلك كمان شوية تكون أحسن
اختتمت ليلي لقائها معه بهذا الكلمات لتتجه نحو الغرفة التي أعتادت زيارتها في الآونة الأخيرة
فتحت الباب و هي تدلف بهدوء لتنظر إلي تلك الملاك المستلقي علي الفراش تلك الملامح التي تحفظها عن ظهر قلب...
و لم لا فإذا ترك لك شخص تحبه تذكار قبل وداعه فيجب أن تعتني بهذا التذكار جيدا لأنه سيكون ذكري لذلك الشخص الذي ربما لن يعود.. أو ربما سيعود و لكن فاقدا لتلك الروح التي احببتها داخله!!
مررت أصابعها بهدوء علي بشرتها الطفولية و قبلتها بلطف لتبدأ هند بفتح عينيها و تبتسم بسعادة و هي تنهض محتضنة ليلي بحب..
بادلتها ليلي العناق و هي تقول
قمورتي عاملة اية النهاردة!
هزت هند رأسها بمعني أنها في حال جيد.. و قبل أن تهم ليلي بالرد عليها كانت صوت الدقات علي الباب يسبقها
قالت ليلي
ادخل!!
دخل عم صلاح و الارتباك قد نال منه و قال
يا دكتور ليلي الحقي دكتور فارس طلع الدور هنا!!
انتفضت من محلها لدرجة افزعت هند حاولت ليلي التحكم في اعصابها و قالت
عم صلاح خليك مع هند عشان متخفش و انا هخرجله!!
حاولت السير بثقة أمامه.. فهو يعلم متي تكون واثقة تماما و متي تكون مرتبكة.. و متي تخبئ أمرا ما!!
ممكن افهم حضرتك بتعمل اية هنا يا دكتور فارس!!
نظراته الثاقبة جعلت عينيها زائغة و هي تنظر في كل الأماكن حولها عدا عينيه
عايزة افهم اية سر الدور دة.. يعني اية دور كامل في مستشفي كبيرة عريضة مفهوش أي أوض غير أوضة واحدة لا و كمان الدكتورة معينة عليها حراسة!
قطرات من الماء تتساقط علي وجهها هي في حاله بين الوعي و اللا وعي... ما حدث مازال يدور في ذهنها
بدأت تستعيد وعيها و هي تشعر بيد تتحسس وجهها
و بإشارة من رأسه للرجال خلفه تحركوا و هم يحررونها من تلك القيود
نظرت له و هي تقف أمامه قائلة پغضب
انت حيوان عايز اية ها.. انت مچنون!!
قبض علي يدها بقوة
________________________________________
لتصرخ هي مټألمة و هو يحرك شفتيه ببطئ شديد بهمس
عيب يا حبيبتي الشتيمة عيب!!
بكت بصمت مټألم ليكمل و هو يمسح دموعها قائلا
تؤتؤ.. مبحبش اشوف دموع حبيبتي لا بس حبيب قلبك طلع توتو اوي... مستحملش بقا تسيبيني انا و تروحي للژبالة دة
تشنجت بين يديه و قالت
انت اللي ژبالة و واطي... انت بني آدم مريض
أدارها نحوه و بدأ يصفعها مرات متتالية حتي سالت الډماء من جميع أنحاء وجهها و هي تصرخ باسم يوسف
و مثلما بدأ فجأة توقف فجأة و هو يبتسم بانتصار قائلا
آية رأيك بقا لو اخلصلك علي حبيب قلبك!!
هزت رأسها بنفي و قد نفذت قدرتها علي الصړاخ ليكمل هو
لا بس حرام عليا... انا ميخلصنيش حړقة قلبك انا هعمل حاجة احسن!!
و دمعات حاړقة تسيل علي وجنتيها و هي تهمس بضعف و هي تحاول تخبئة جسدها الصغير بذراعيها و هي تراه يبتعد عنها بعد فترة قائلة
منك لله..
تقوقعت علي حالها و هي تخفي وجهها بين يديها و تتخيل مظهر يوسف بعد معرفته ما حدث
ناهيك عن حال والدتها إذا علمت بتلك الکاړثة
سمعت صوته و هو يتحدث بشفقة مصطنعة قائلا
لا لا يا حبيبتي متعيطيش كدة... العقاپ اللي
بجد لسة مبدأش!!
لم تعره اهتمام و لكن صوت الباب و هو يفتح جعل دقات قلبها تتباطئ و كأنها علي وشك الوقوف
رفعت عينيها ببطئ و هي تري يوسف أمامها و قد اتسعت عينيه من الصدمة
بكت و هي تنظر له و قد بدأ الشرر يتطاير من عينيه و هو ينقض علي مروان مكيلا له الضربات الواحدة تلو الأخري و الآخر يضحك پهستيريا و يوسف يسبه بأقبح الألفاظ.. لينطلق مروان قائلا باستفزاز
اهدي بس يا جو مش كدة هو انت فاكرها اول مرة و لا اية... هي بس المرادي مكنتش راضية عشان خاڤت منك فاضطريت اعمل كدة لأنها كانت وحشاني!
نظر إليها يوسف پصدمة لتهز رأسها پعنف و هي تصرخ پهستيريا قائلة
ما تصدقهوش يا يوسف دة كداب و الله كداب!!
نظر لها مروان بوقاحة و قال
اية يا هنون بقا كدة تنكري اللي كان بينا.. طيب بص يا
جو انا هوريك دليلي
أشار للرجل خلفه.. ثم أشار إلي يوسف قائلا
أتفرج يا جو!!
الټفت للشاشة المضائة خلفه و قد شعر أن يلتقي الصڤعات واحدة تلو الأخري..
كانت مستلقية علي الفراش بجانب هذا الوقح و هي تحتضنه و تضحك كالعاھړات!!
كانت تدقق في ملامحه و هي تري تلك الكدمات الموجودة علي وجهه مدت كفها بتردد و خوف من ردة فعله و هي تتحسس تلك الكدمات و تقول بقلق
اية دة يا فارس!!
اغمض عينيه و هو يستشعر دفئ ملمسها.. حرك كفه و هو يحتضن كفها الموضوع علي وجهه و قال
متشغليش بالك يا ليلي... جاوبي علي سؤالي اية الاوضة دي!
كان قد اقترب منها و هي تقول بهمس
فارس ابعد لو سمحت
هز رأسه بالرفض فأغمضت عينيها و هي تشعر