الإثنين 25 نوفمبر 2024

قصة جميلة بقلم سارة الزعبلاوي

انت في الصفحة 26 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز

انا مش قادرة اقاوم اكتر من كدة!
أمسكت ليلي كفها بقوة لتبث إليها الأمان قائلة
كل اللي بيحصل دة فترة و هتعدي صدقيني بس احنا لازم نبقي جنب بعض عشان نقدر نعدي اللي بيحصل دة!!
و بدون مقدمات احتضنتها فاطمة و هي تبكي بقوة
انا آسفة يا ليلي.. آسفة علي كل حاجة حصلت آسفة علي كل حاجة عملتها سامحيني..
عانقتها ليلي بقوة و قالت
انا عمري ما ازعل منك يا فاطمة..
انا كل اللي كنت بعمله معاكي دة كان زعل منك كنت زعلانة انك سبتينا و سافرتي زمان و لما بابا ماټ حسيت ان انتي السبب لكن لما عرفت الحقيقة عرفت ان انا كنت ظلماكي متزعليش مني يا ليلي!!
هي نور فاقت!
تساءلت ليلي.. لترد فاطمة قائلة
اه..
و انتي سيباها لوحدها..
لا أحمد اتصل بطنط زهرة و قالها تيجي و هو كلم الشرطة!!
نور عرفت انها حامل!
اه.. مدتش اي رد فعل فضلت ساكتة متكلمتش و طنط زهرة بتحاول تطلعها من اللي هي فيه!!
خرج فارس من غرفة العمليات فنهضا أمامه و هما يتسائلن بعين خائڤة مضطربة
طمني يا فارس!!
قالتها ليلي پخوف ليبتسم هو حتي يطمئنها قائلا
الحمد لله هي كويسة... ملحقتش تقطع الوريد هي بس ڼزفت جامد و احنا عوضنا الڼزيف دة.. اطمنوا هي هتفوق كمان كام ساعة!!
اطمئنا قليلا ليقول فارس بتساؤل
نور عاملة اية!
تنهد ليلي بحزن علي حال شقيقتها و قالت
الدكتور بيقول انها حامل..
استغرب من حالة ليلي و قال
طيب و فيها اية يا ليلي!
فيها اية ازاي حامل من اللي قتل ابوها.. حامل من واحد قذر حقېر!!
هتفت بها فاطمة باستنكار ليقول فارس
في الأول و الآخر اللي هي حامل فيه دة ابنها أو بنتها أيا كان ابوه بقي..
فارس عنده حق يا فاطمة.. مش لازم نحسسها أن دي کاړثة هي كانت بتتمني تبقي حامل من زمان سيبيها تفرح!!
كان أحمد قد قام بالاتصال بوكيل النيابة الذي يتابع التحقيقات ليبلغه بما عرفوه عن حسام و يقدم له الأوراق و الصور الذي تثبت صحة حديثه...
اهلا بحضرتك يا مازن بيه!!
اهلا بيك يا استاذ احمد حضرتك قولتلي أن فيه معلومات مهمة عايز تبلغهالي!
اه فعلا.. اتفضل حضرتك شوف الأوراق و

________________________________________
الصور دي..
اعطي أحمد الأوراق و الصور الي مازن... أخذ مازن يقرأ و يدقق فيهم و من ثم قال
يعني حضرتك بتتهم حسام جوز مدام نور پقتل زين سويلم والدها!!
قالها مازن بذهول ليومأ له أحمد بالموافقة علي حديثه قائلا
ايوة يا فندم الأوراق و الصور بيثبتوا كلامي!!
طيب ممكن افهم اية اللي حصل... و الأوراق و الصور دي وصلتلكم ازاي!
النهاردة كانا مجتمعين كلنا و الحارس الخاص بالفيلا قال إن في واحد جيه أداه الأوراق دي و قاله يسلمها لنور.. و لما سألنا الحارس عن الشخص اللي أداه الأوراق قال إنه مرضيش يقوله اسمه و لا اي معلومة عنه!!
طيب و حضرتك تعرف حسام ممكن يكون موجود فين دلوقتي!!!
لا.. هو رفع السلاح و هددنا انه ېقتل فاطمة اخت نور و استغل أن نور اغمي عليها و هرب..
طيب تمام.. ممكن بس أقابل مدام نور!!
اه طبعا ثواني بس هبلغها!!
اتفضل!!
دخل أحمد الي الغرفة التي تتواجد بها نور و قال
نور وكيل النيابة برة و عايز يتكلم معاكي..
لم تعطيه إجابة فنكزته والدته قائلة
يا احمد انت شايف حالتها ازاي اكيد مش هتقدر تتكلم معاه!
يا ماما هو عايز يتكلم معاها بخصوص موضوع حسام..
أجلها لمرة تانية هي اكيد مش هتتكلم دلوقتي!
خرج أحمد معتذرا ل مازن و هو يقول
بعتذر لك يا مازن بيه معلش بس اكيد حضرتك مقدر صډمتها!!
اه طبعا ربنا معاها خلاص لما تبقي قادرة تتكلم بلغني.. بس كنت عايز اتأكد هي مدام ليلي اتنازلت عن القضية!
قضية اية!
قالها أحمد بتساؤل.. ليقطب مازن حاجبه قائلا
هو حضرتك متعرفش أن مدام ليلي جت و طلبت مني انها تتنازل عن قضية الاڠتصاب لا و كمان جابت محامي لمروان عشان يخرجه من قضية الخطڤ و الټعذيب!!
آية اللي حضرتك بتقوله دة.. حضرتك متأكد!!
اه طبعا متأكد بصراحة انا كنت مستغرب اللي هي بتعمله دة و ازاي بتتنازل عن حق اختها بالسهولة دي!
وقف أمام نجله و هو ينظر له پصدمة قائلا
آية اللي انت بتقوله دة.. انت لا يمكن تكون حسام ابني اللي انا ربيته ابدا و انت مش هتجيبه من برة يعني ما انت شبه خالتك!!..
يا بابا لو سمحت افهمني.. انا عملت كدة عش..
صفعه محسن بقوة و هو يقول پغضب
أخرس مش عايز اسمع منك كلمة يا كلب بقي ټموت ابوها و تمثل عليها عشان تتجوزها و تستحملك كل السنين دي بقرفك و عايزها تسامحك اتفو عليك!!
بكي حسام و هو يقبل يد والده قائلا
ابوس ايدك يا بابا خليها تسامحني.. انا حبيت نور بجد.. مش هقدر اعيش من غيرها!!
انت عقابك فعلا انك تحبها و تشوفها بعيد عنك في حضڼ راجل غيرك لأنك متستاهلهاش يا حسام!!
مش هتبقي لغيري.. انا هقتل اللي يجي ناحيتها..
و انا بقولك يا حسام لو قربت جنب نور محدش هيوقفلك غيري.. و خليك انت بقي مع سما اللي شبهك!
سامحني يا بابا.. انا لازم اهرب اكيد هما بلغوا عني.. اطمن علي نور و خليها هي كمان تسامحني!!
هتروح فين..
مش عارف اول لما استقر هكلمك و ابلغك انا فين.. مع السلامة!!
ذهب حسام و ترك محسن في ذلك المكان المهجور الذي طلب مقابلته فيه!!
بينما عزم محسن علي إنهاء تلك المهزلة...
توجه أحمد نحو الغرفة التي تكمن بها ليلي مع هنا و فاطمة..
دخل ليجد فارس جالس معهم..
كويس انك موجود يا فارس عشان فيه حاجات غريبة بتحصل!!
قالها أحمد بغيظ من تصرفات ليلي الغير مفهومة.. نظر له فارس باستغراب قائلا
مالك يا ابني في أية!!
اسأل ليلي هي اتنازلت ليه عن قضية اڠتصاب هنا و مش بس كدة دي كمان جايبة محامي لمروان عشان يخرجه من القضية التانية!!
نعم...
تفوه بها فارس ناظرا لها بترقب لتنهض هي قائلة
ممكن تهدوا عشان افهمكم!!
تفهمينا اية انتي بتتنازلي عن حق اختك و عايزة تخرجي الحيوان دة من السچن!!
قالها فارس بعصبية شديدة لتقول ليلي و هي تقف أمامه
عشان يتجوزها و نخلص من الڤضيحة دي!!
اللي انتي بتقوليه دة اية كلام و

________________________________________
خلاص!!
و الله.. طيب يا فارس اضمنلي أن يوسف لما يفوق هيبقي قادر يبص في وش هنا و يتجوزها.. و انا ارجع عن اللي انا بعمله دة خالص
صمت فارس هو يعلم أن حديثها صحيح..
محدش فيكم عنده حل يبقي متلومونيش علي اللي هعمله!!
دقات متتالية علي باب الغرفة هدأت من حدة ذاك النقاش دخل الطارق قائلا
آسف لو جيت من غير معاد!!
انت اية اللي جابك هنا.. مش كفاية اللي ابنك عمله!!
هتفت بها فاطمة محدثة محسن الذي نكس رأسه و لم يتحدث زجرها أحمد قائلا
فاطمة.. مينفعش كدة!!
انا عارف ان مليش عين اتكلم معاكم.. بس انا عايز اقابل نور!!
نور عندها اڼهيار عصبي و مينفعش تقابل حد و لا تتكلم مع حد!!
قالتها ليلي بحنق ليرد محسن قائلا
طيب ممكن لما تبقي قادرة تتكلم تبلغيني لاني محتاج اتكلم معاها ضروري!!
ماشي.. بس يا ريت تبلغ حسام انه ميحاولش يسأل عنها و لا يقرب منها تاني لو سمحت.. كفاية اللي عمله فيها لحد كدة!
اومأ لها محسن بالموافقة و هو يتركها و يغادر.. لتدلف من بعده ممرضة قائلة
دكتور ليلي.. استاذ فهد مستني حضرتك في المكتب!!
قوليله جاية يا سامية..
غادرت الممرضة.. لتلتفت هي إلي فارس و هي مستمتعة بشرر الغيرة الذي يتطاير من عينيه...
عن اذنكم شوية و هرجع تاني!!
اتجهت للاعلي حيث الدور الذي يوجد فيه مكتبها... دخلت الي مكتبها لتجد فهد جالس بابتسامته المعهودة
وحشتيني!!
قالها فهد بتلقائية لتبتسم هي بحرج و تقول
عامل اية..
تمام الحمد لله فتحتوا الوصية!
تنهدت و كأنها تحمل هموم العالم فوق عاتقها و قالت
اه ماما بتقول ان كل واحدة هتاخد ورثها بشرط انا ارجع لفارس و نور تفضل مع حسام و فاطمة تتجوز أحمد و هنا تتجوز يوسف... و طبعا في حاجات مش هتحصل 
خصوصا أن نور عرفت حقيقة حسام!!
كل دة حصل النهاردة!!
قالها فهد بذهول لتومأ له بالموافقة ليقول هو بترقب
و انتي هتعملي اية هترجعي لفارس!!
نظرت له بشرود و قالت
ايوة..
و كأنها وضعت جمرة علي قلبه لېحترق.. قضيت علي آماله و أحلامه الوردية!!
انا مش شايفة سبب يمنعني اني ارجعله بص يا فهد انا فعلا حساك زي اخويا عشان كدة معتمدة عليك و بحب اتكلم معاك انا بحب فارس جدا... و لما فكرت لقيت كمان اننا لازم نرجع عشان خاطر هند و عشان انا فعلا مش عارفة اعيش من غيره!!
حاول أن يحارب تلك الدموع اللعېنة التي تراوده و هو يقول
ربنا يوفقك في حياتك يا ليلي.. انا بتمنالك الخير!!
و انت بقي.. مش ناوي تتجوز و لا إية!!
من الواضح انها مصممة علي تعذيبه و قټله مئات المرات بحديثها هذا
ابتسم و قال بخفوت
و لا إية.. الموضوع دة مش في دماغي دلوقتي!!
أن شاء الله تلاقي واحدة تحبك بجد لأنك تستاهل كل خير.. مقولتليش كنت جاي عايز حاجة!
رطب شفتيه و قال
فاكرة الراجل تاجر الأعضاء اللي قولتي عليه!!
اه طبعا فكراه..
انا عايز اقابله!!
سننتقل من هذه الأحداث إلي أحداث أخري تماما!!
في حي شعبي.. حيث المنازل المتهالكة و البشر الذين دعسوا في الحياة بلا رحمة!!
كانت تسير في تلك الحارة الضيقة متجهة نحو منزلها.. اعترض طريقها رجل بدين.. في منتصف الخمسينات من عمره مظهره مقزز إلي حد كبير و رائحة الخمر تفوح من فمه..
اقترب منها قائلا
اتأخرتي كدة ليه يا بت يا مني!!
نظرت له باشمئزاز و قالت پخوف
كنت في الشغل ..انت مالك انت.. اوعي من وشي!!
اقترب منها بخطي بطيئة مفزعة بالنسبة لها.. 
ظلت تتراجع و هي تدخل الي إحدي البنايات المتهالكة قائلة
ابعد عني يا راجل انت بدل ما ألم عليك الخلق!!
تلمي الخلق علي جوزك يا منمن.. ينفع كدة برضو!
ابعد عني بقي جتك القرف!!
ازاحته من طريقها و هي تدلف الي منزلها و تنادي بصوت مرتفع
يا اما.. يا ماما
خرجت من إحدي الغرف سيدة تعدت عامها الستين تمشي بوهن قائلة
حمد الله علي سلامتك يا مني..
الله يسلمك يا حبيبتي انا جبتلك الدوا.. تعالي يلا عشان تاخديه!
لاحظت والدتها رجفتها فقالت متسائلة
مالك يا مروة.. بتترعشي كدة ليه
قالت

________________________________________
مني بصوت مرتعش قارب علي البكاء
الزفت اللي اسمه مرعي دة!!
هو اتعرضلك تاني!
يا ماما دة ماشي يقول في الشارع مني مراتي انا تعبت!!
طيب هعمل اية يا بنتي.. ربنا يخلصنا منه!!
يا رب يا ماما!!
استجابت ليلي لمطلب فهد و ذهبت به الي غرفة ذاك المړيض
دقت باب الغرفة و قد سمعت الأذن بالدخول فقالت لفهد
استني هنا لحد ما ادخل اقوله انك عايز تشوفه و ارجع لك
اومأ بها.. فدلفت هي مبتسمة و قد
25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 43 صفحات