للسؤال عن ابنتك أجابتها نعم وسأقص عليك شيئا عجيبا حصل معي البارحة وأريد أن تقولين لي ما الذي يجب علي القيام به لقد جاءني أحد الأقزام بصرة جواهر و فيها أيضا خصلة من شعرها و ورقة شجر فهل يعني ذلك شيئا
سمعت نسيمة الحكاية ثم ابتسمت وقالت أما الخصلة فهي تقول لك أنها بخير. وأما المال فخذي منه حاجتك ثم أحسني للفقير وأطعمي الجائع أما ورقة الشجر فهي أن تزرعي الأشجار حول الغابة وتلقي رزقا للحيوانات و للعصافير . لو رجعت الغابة كما كانت زمان سينتشر الرخاء في قراكم وينتهي الجفاف والجوع ولن تقترب منكم الغيلان والوحوش .
إسمعي يا مريم !!! ابنتك تحب الخير والحياة وتسعى لإصلاح شأن الغابة لكنها لن تتمكن من ذلك إن لم يغير الناس ما في نفوسهم !!! قدر قمر الزمان هو أن تبني عالما أفضل لكل من يعيش في هذه البرية من مخلوقات .ويوما ستصبح ملكة كل الغابة المسحورة وما حولها من القرى وسيكون لها شأن عظيم . وأنت من سيساعدها .سألتها بدهشة هل أخبرتك الجن بكل هذا ذلك أجابت لا فنحن المسنون نعرف أن تلك الجواهر توجد في وادي الياقوت وهو مكان غريب يختفي في الغابة الممتدة على هذا الجبل ويقال أن الحياة في ذلك الوادي بقيت كما هي لم تتغير.
الغيلان و الأقزام هم من بقايا الزمن الأول والأشجار هناك أكبر حجما وكذلك الهوام كل ما هناك غريب .تعجبت مريم وقالت لها كيف تكونين متأكدة ولم يسبق أن ذهب أحد لذلك المكان ابتسمت العجوز وأجابت منذ زمن بعيد حملت لنا الرياح القوية فراشة كبيرة وقعت قرب القرية لم يكن لها مثيل في جمالها وعظم خلقتها ومرة رأينا ورقة توت في طول إنسان فاستنتجنا أن الغيلان تسكن ذلك المكان وفي البداية كانت تضع لنا ياقوتا على صخرة قرب القرية ونحن نعطيها خبزا وخضار ولحما وعرفنا أن واديهم مليء بالياقوت والجواهر. لكن في أحد الأيام سمع تاجر من المدينة بأمر الياقوت فڼصب فخا لأحد
الغيلان وعذبه مع عبيده ليقول
له عن مكان
الوادي لكن الغول لم يقل شيئا فأشعلوا فيه الڼار وأحرقوه وفسدت علاقتنا معها وأصبحت تأخذ ما تريده بالقوة وتفتك بمن تعترض سبيله.
لقد عشت ذلك الحياة كانت جميلة والجميع كان يتبادل المنافع لكن الجشع أنهى كل هذا ودفع أهل القرى ثمن أخطاء سكان المدينة. أخلاقنا ونظرتنا للأشياء تختلف كثيرا عنهم. ابنتك ستصلح ما أفسده الجشع وترجع الأمور إلى نصابها . كانت أم قمر الزمان تسمع بانتباه وقد أعجبتها الحكاية وزال عن قلبها مما كان فيه من غم و حزن وقالت إذا كان الأمر مثلما قلت سأخصص وقتي للقيام به وسأشترى مائة من العبيد لرعي أغنامي وبيع جبني وإصلاح حال الغابة .
لم تمض سوى أشهر قليلة حتى نمت الأشجار التي زرعوها وجاءت الطيور وبنت عليها أعشاشها وأصبحت الحيوانات تجيئ وترعى هناك وكف الغيلان عن الاقتراب من القرى . كانت الجارية تعرف أن أمها ستذهب إلى الساحرة وتشير عليها كيف تتصرف في صرة الياقوت لقد رافقتها كثيرا من المرات وأدهشتها فراستها .وفهمت نسيمة ما دبرته قمر الزمان وبدأت الغابة تكبر و تتجدد .وشكر أهل القرى الثلاثة التي حول الغابة مريم ودعوا لها وقرروا جعل ابنتها قمر الزمان ملكتهم .
أما في وادي الياقوت فلقد قرر وجهاء الغيلان تعيين قمر الزمان ملكة تقودهم في الحروب لما شاهدوه فيها من شجاعة وقدرة على الرمي