زوجي الجديد فارس
قفزت خلفه عهد و سبحو نحوها بأقصى سرعة لديهما..
الله أكبر
فارس..
رباه ماذا يحدث!..
أطلق آهه ألم نابعه من أعماق قلبه الذي أنقبض بل اعتصر پخوف وفزع مبهم لا يعلم سببه.. تلاحقت أنفاسه وكأنه أوشك على المۏت غرقا فصړخ بعلو صوته مرددا اسم زوجته وهو يركض لخارج الحمام باحثا عنها كالمچنون..
إسرااااااء !..
جحظت عينيه حين لمح صديقه غفران وزوجته يتسابقان نحو شيء ما بجوار اليخت.. دون أن يعطي نفسه فرصة للنظر حتي كان قفز من فوق اليخت داخل المياه وبدأ يدور بعينيه باحثا عن زوجته حتي لمحها تسارع الڠرق..
خدي نفس.. متخفيش حبيبتي أنا معاكي..
إسراء أنتي كويسة..
الحمد لله يا عهد..
قالتها إسراء بصوت مرتجف وقد بدأ الخۏف يتملك منها حين رأت وجه زوجها الغضوب أثناء مساعدته لها لترتدي مئزره الخاص والذي كان كبيرا جدا عليها وقام برفع الكاب على شعرها ومن ثم سبح بها نحو درج اليخت وصعد بها حاملها بخفة ورشاقه..
أيه اللي خرجك من أوضتنا يا إسراء!..
ابتلعت
إسراء لعابها بصعوبة وقد عجزت عن النطق بحرف.. لا تعلم ماذا تقول له..
كانت بترمي تليفونك في البحر يا فارس..
قالها محمد الذي صعد للتو على متن اليخت بصوته الصارم رغم توتره وقلقه البادي على محياه..
خليكي معاها يا أم زين من فضلك
ثواني..
عهد بابتسامة بشوشة.. من عنيا طبعا.. اطمن عليها إسراء دي أنا بعتبرها زي أختي والله..
مال فارس على زوجته ثانيا وقام بحملها متوجها نحو غرفتهما وقبل ان يسير بها نظر لوالده مردفا..
بالفعل عاد فارس خلال ثواني معدودة.. وقف أمام والده ينظر له يحثه على استكمال حديثه..
تنهد محمد بتعب وبدأ يتحدث بصوت مرتجف..
صمت لوهله وبدأت العبرات تلتمع بعينيه
وأطلق شهقه مكتومة ونظر لعينيه يستجديه مكملا..
وأنا مش عايزك تزعل مني يا فارس يا ابني ونبدأ صفحة جديدة أرجوك
هيئته المرتعدة أعتصرت قلبه بقبضة من حديد..
تأمله محمد بابتسامة واعين بدأت تفيض بالعبرات و ما أصعب بكاء الرجال وشعور القهر والندم الظاهر عليه بوضوح..
لو عايزاني احكيلك هحكيلك!..
قطع حديثه حين تحدث فارس بلهفه ونبرة متوسلة..
متحكيش.. متحكيش يا أبو فارس..
أبتسم له ابتسامة يخفي بها عبراته مكملا..
أنا ابنك وانت أبويا مش من حقي اعقبك على اللي فات ولا حتي على اللي جاي.. من حقك أبرك وأطيعك وأبقى سندك وعزوتك.. دا حقك عليا وأنا مجبر أعمله.. خلينا نبدأ صفحة جديدة يا أبو فارس..
انهمرت دموع محمد بغزارة ونظر لوحيده الذي ادهشه بأخلاقه وسعة صدرة بنظرات منذهلة و دون سابق إنظار كان جذبه بعناق قوي وبدأ يبكي بنحيب ويتحدث بصعوبة من بين شهقاته..
راجل يا فارس.. راجل يا ابني..
راجل من ضهر أجدع راجل يا أبو فارس..
قالها فارس وهو يبادله عناقه وقد
وجد راحة قلبه وباله التي كانت غائبة عنه لسنوات..
أبتعد عنه محمد و نظر له پغضب مصطنع
مردفا..
أيوه طبعا ياض أنت ويله اتفضل خد مراتك ولف بيها العالم وقضو شهر عسل عظمة ومترجعش غير لما يحصل المراد..
ربت على كتفه بقليل من العڼف مكملا..
أنا عايز أحفادي يبقوا حواليا في أقرب وأسرع وقت..
علم وينفذ يا محمد باشا..
أنت تؤمرني يا أبو فارس..
استغفر الله العظيم
.. بغرفة خديجة..
يا تري عملت ايه يا محمد!..
قالتها خديجة وهي تسير بقلق ذهابا وايابا وتفرك يديها ببعضهما..
دقات هادئة على باب غرفتها جعلتها تركض بهرولة ظنا منها ان شقيقها قد عاد.. فتحت الباب بلهفة لتجد هاشم يقف أمامها وينظر لها بابتسامة المدوخة..
صباح الخير يا خديجة..
هاشم من فضلك أنا مش فايقة خالص دلوقتي!..
قطعت حديثها وجحظت عينيها حين خطي هاشم داخل الغرفة وغلق الباب خلفة وتحدث باصرار وهو يتعمق النظر لعينيها قائلا..
مش همشي قبل ما أعرف سبب زعلك مني المفاجيء دا يا ديجا!..
نبرته الحادة ونظرتة التي جعلت قلبها يدق كالطبول اجبروها على الحديث دون أرادتها وكأنه يمتلك مفعول السحر عليها..
سمعتك وانت بتتكلم في الفون و بتقول عليا لا خديجة متجوزتش أصلا يا أمي..
عبست بملامحها بطفولة وتابعت بنبرة أوشكت على البكاء..
يعني قصدك إني عانس مش كده!..
فتح هاشم فمه ببلاهه وهو يقول..
انا قولت لوالدتي إني لقيت بنت الحلال اللي هتجوزها ومستني ردها و امي كانت بتسألني عنك بعفوية بتقولي هي أرملة زيك ولا مطلقة فأنا جاوبتها وقولتلها أنك متجوزتيش أصلا يا خديجة ومش شايف ان دي حاجة تعيبك أبدا بالعكس لو كنتي سمعتي باقي المكالمة كنتي هتعرفي مدي فرحتي إني هبقي أول راجل في حياتك..
صمت لوهله يلتقط انفاسة ومن ثم تابع..
معقولة زعلتي مني علشان كده.. مش ممكن رقتك دي يا خديجة!!.. أنا مكنش قصدي اللي فهمتيه أبدا..
قالها هاشم بنبرة صوته الصارمة ولكنها أصبحت مغلفة بحنو ولهفة راقت خديجة كثيرا انبلجت شبه ابتسامة حالمة على ملامحها البريئة اخفتها سريعا
عبست بطفولة و ابتعدت بعينيها عنه مردفه پغضب مصطنع ..
هاشم من فضلك سبني لوحدي. أنا مش عايزة اتكلم ولا عايزه اسمع صوتك..
رمشت بأهدابها عدة مرات وقد تسمرت مكانها من هول الموقف بالنسبه لها..
وجهها أصبح كتلة حمراء من شدة خجلها وبهمس متقطع قالت.
هاشم أنت بتعمل
الخاتمه ..
.. بغرفة إلهام..
طرقت إيمان الباب وخطت نحو الداخل بعدما وصل لسمعها صوت إلهام الحنون تأذن لها بالدخول..
صباح الخير يا خالتي.. غمغمت بها إيمان بخجل و هي تقترب من صغيرها النائم بجوار الصغيرة إسراء وحملته بحذر أمام أعين إلهام التي ترمقها بنظرة عابثه وابتسامة لعوب تزين ملامحها مردفة بشقاوة..
صبحية مباركة يا عين خالتك..
ابتسمت لها إيمان ابتسامة حزينة جعلتها تعقد حاجبيها وتكمل مستفسرة..
مالك يا إيمان يا بنتي!.. جوزك زعلك ولا
أيه..
حركت إيمان رأسها بالنفي وبدأت تبكي مردده بغصة يملؤها الآسي..
تامر مزعلنيش يا خالتي.. انا اللي خاېفة أكون بظلمه علشان كده هطلب منه يتجوز.. هو ملوش ذنب في أني مبخلفش..
أيه يابت الهبل اللي بتقوليه دا! ..
أردفت بها إلهام
بهدوء وتراوي وتابعت بتعقل قائله..
يابنتي بلاش تنكشي على النكد بإيدك.. الراجل مشتكاش..
ربتت بكف يدها على ظهر محمود الصغير..
واشتري خاطرك ونفذلك طلبك لما قولتيله نتبني عيل نربيه والحمد لله بقي عندك واد زي القمر ربنا يحفظه ويباركلك فيه.. عايزه تفتحي على نفسك فتحة أنتي لا يمكن تكوني ادها ولا هتستحملي لحظة واحده تشوفي جوزك مع واحدة غيرك..
صمتت لبرهه تلتقط أنفاسها وتتابع رد فعل
إيمان لتري أثر حديثها عليها ومن ثم نهضت جالسة بحرس مستنده على الفراش والسرير حتي جلست على كرسيها المتحرك وتحدثت بتنهيدة وهي تضغط على زر الكرسيي متجهه لخارج الغرفه..
اعقلي يا إيمان يا بنتي وحافظي على بيتك وجوزك و ابنك وخليكي هنا مع إسراء لتصحي على ما اطمن علي خديجة و أعرف مالها هي كمان و أرجع أوام..
جلست إيمان على طرف الفراش تفكر بحديث إلهام الذي أعاد لها عقلها وجعلها تتراجع عما كانت تنوي فعله فور أستيقاظ زوجها من نومه..
لا مستحيل أقدر أشوفك مع واحدة غيري يا تامر.. دا أنا أموت فيها..
قالتها إيمان محدثه نفسها و زفرت براحة عندك يا خالتي..
أنا لازم أحافظ على جوزي و ابني وواثقة ان ربنا قادر على كل شيء و بحول الله هيجبر قلبي..
.. وصلت إلهام لجناح خديجة..
طرقت على الباب بهدوء لحظات وفتح الباب لتجحظ أعين إلهام پصدمة حين وجدت هاشم هو من فتح لها..
وضعت أصابعها أسفل ذقنها ورمقته بنظرة حادة مردفة بتساؤل..
أنت بتعمل أيه هنا يا سي هاشم أفندي! ..
كنت بطلب ايد خديجة للجواز..
ابتسمت إلهام بتساع و هي تخطي نحو الداخل وتحدثت بفرحة
غامرة حقيقة قائله..
يا ألف نهار أبيض يا ألف نهار مبروك! ..
قطعت حديثها وشهقت بقوة حين رأت خديجة مستلقية على الفراش فاقدة الوعي ضړبت على صدرها بكف يدها ونظرت ل هاشم و تحدثت بجدية مصطنعة وقد قرأت كل ما دار بينهما بذكائها..
أنت سلخت قبل ما تدبح زي بوحة ولا أيه يا هاشم أفندي!..
نظر لها هاشم بعدم فهم فتابعت هي بنفاذ صبر..
قصدي دخلت قبل ما تعقد على البونية ولا أيه يا إنسان الغاب طويل الناب أنت!..
ضيقت إلهام عينيها وهي تنظر ل خديجة بتمعن وتحدثت بمكر قائلة..
مافيش داعي لدكتورة يا سي هاشم..
غمزت له مكملة..
صالحها أنت بس تاني و هي هتقوم تقف وتبقي زي الحصان..
انبلجت شبه ابتسامة علي ملامح هاشم حين تفهم مقصد إلهام وتحدث بجدية زائفة قائلا..
تصدقي عندك حق يا مدام إلهام..دا أنا هصالحها حالا..
خلاص أنا فايقة ومش عايزة حد يصالحني..
إلهام بعبث.. ايوه كده يا خديجة يا أختي فوقي كده لسه بدري على السخسخة دي..
نظرت ل هاشم الذي يرمق خديجة بنظرة عاتبة بسبب ما سببته له من خوف عليها..
يبقي اتجوزها يا سي هاشم على بركة الله..
غمغمت بها إلهام و بعدها أطلقت سيل من الزغاريط..
أيه دا يا إلهام.. جواز أيه بس اللي اتجوزه وأنا في العمر دا!..
قالتها خديجة بنبرة مرتجفة تعكس مدي حزنها..
انتي زي القمر وألف راجل يتمنوكي يا خديجة وبعدين أنتي عارفه أني اتجوزت وانا أصغر منك بكام سنة..
جعلت قلبها ينبض پجنون حتي وصلت دقاته لعڼان السماء وأوشك على مغادرة ضلوعها من عڼف دقاته حين قال..
بحبك يا خديجة..
أطبقت خديجة جفنيها پعنف تكبح عبراتها مردده بأسف..
حتي لو أنا وافقت يا إلهام معتقدش ان فارس ممكن يوافق..
هاشم بلهفة.. أنا طالب أيدك من فارس بقالي أكتر من شهر يا خديجة وهو موافق وقالي الرأي في الأخر رأي ديجا.. لازم هي كمان توافق..
حركت خديجة رأسها بالنفي وبدأت تبكي وهي تقول..
لا طبعا فارس مستحيل يوافق.. هو بيقول كده علشان يشوف رد فعلي أيه وهقبل اتجوز وأبعد عنه ولا لاء.. أنتو متعرفوش هو متعلق بيا اد ايه و لما كان بيجيلي عريس وهو صغير كان بيحزن اد ايه ويفضل حبيبي يعيط ولا بياكل ولا بيشرب..
اجهشت في البكاء وتابعت بأصرار..
مستحيل أكسر قلبه واسيبه أنا كمان و اتجوز.. أنا أمه اللي ربته وهفضل جنبه ومعاه لحد ما اشيل ولاده على ايدي زي ما شايلته وهو صغير..
......................................سبحان الله .........
..داخل يخت ساحرة الفارس..
تجلس إسراء
على مقعد طاولة
الزينة داخل غرفة الملابس الخاصة بها.. تتابع عهد التي تساعدها لتغير ثيابها المبتله..
تحبي أساعدك وأنتي بتاخدي شاور يا إسراء ..
قالتها عهد بود وهي تعطي لها ثيابها و تساعدها على النهوض..
شكرا يا عهد.. تسلميلي