الاخوة والارث
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
الفصل الأول منزل فخم من عدة طوابق فخامته تشبه تلك العمارات الفارهة فى الأماكن الراقية لكنه يقبع بمنطقة شعبية يقطنه أخوان تركه لهم والدهم إرثا كما ترك العديد من المنازل والأموال تحت تحكم الأخ الأكبر سعيد الذى يعيش برفقة زوجته نعيمة
وإبنهما كريم بالطابق الأول
والطابق الثانى
نبيل الأخ الأصغر وزوجته عفاف
توترت الحركة فية وإحتدم القلق فى قلوبهم
الأخوان يركضان بسباق مع الزمن كل منهما لا يشغل باله سوى زوجته
خرجا من المنزل وتوجها لمقصدهما نبضهما يتسارع وأنفاسهم تتقطع
وقفا أمام منزل قديم لا يقارن بضخامة منزلهم طرق سعيد الباب بشدة مناديا
يا أم سيد.. يا أم سيد إلحقينا بسرعة نعيمة بتولد
أوعا تكون عفاف كمان بتولد يااستاذ نبيل
هز رأسه پعنف وهو يلهث انفاسه بصعوبة أثر ركضه الفزع
قبل أن تكمل حديثها جذبها سعيد من يدها بحدة بتر حديثهم بقوله
هو انتوا هتتسايروا لسة يلا ياأم سيد خلينا ننتهي ونشوف اللي صوتهم جاى لآخر الشارع دول
قابلتهم صرخاتهم كل منهما تصرخ بشدة تدل على إقتراب موعدها أسرع من الأخرى
وقفت أم سيد أمام الدرج متحيرة بين الشقتين
تنهدت بتفكير وقالت طب خلوهم فى مكان واحد
تطلع سعيد لأخيه وزفر بضيق وقال
إطلع شيل مراتك نزلها أنا مقدرش أطلع أم كريم
وقف نبيل وعلى وجهه علامات التيه حتي زجره سعيد وقال
التهم درجات السلم حتى وصل إليها
توقف أمامها ورؤية ألمها البادى على وجهها أډمت قلبه
يغرقها الماء من كل صوب إمتزج ماء الرحم بعرقها الغزير من فرط الوهن
خارت قواها وصمتت عن الصړاخ وخرجت كلماتها بصعوبة وهمهت قائلة
وديني المستشفى يانبيل بلاش الداية أنا حسه إنى ھموت
ازدرد ماء حلقه وابتلع معه غصة ټحرق قلبه وقال
عوايدنا نولد حريمنا على يد الداية.
وصل أمام الغرفة وأنزلها برفق حتى أسندتها أم سيد
وفزعهما صړخة من نعيمة
إنت بكرية ياست عفاف لسه بدرى عليك هخلص مع الست نعيمة ألا خلاص اهو الراس بدأت تظهر قدامى
هزت عفاف
رأسها باستسلام وقالت بوهن شديد إمتزج بحزن وخوف من مجهول شعرت بقربه
مرت الدقائق وقاربت من الساعة صړاخ نعيمة يدوى ويتزايد وأخيرا صمتت وصدح صوت بكاء صغيرة
ودت لو بقت بالأمان للأبد
تطلعت لها نعيمة بدموع وتناست كل الألام وضعتها أم سيد جوارها
وهرعت لعفاف بعد أن توجست من صمتها
دى لازم دكتور يشوفها دى ھتموت فى ايدى مش عارفة پتنزف كتير أوى
حديثها يصل لأذن عفاف بصعوبة وكأن الأصوات حولها صمتت وبقا صوت واحد ورائحة واحدة المۏت..
خرجت أم سيد بسرعة إليهم وبلهفة قالت
ياأستاذ نبيل الست عفاف لازم تتنقل المستشفى دى ھتموت لو فضلت كدا
تطلع نبيل لأخيه بتوسل وقال برجاء
الله يخليك ياخويا حرام دى فى عز شبابها لسه
أشاح سعيد وجهه وتطلع لأم سيد وقال
يعني متعرفيش تعمليلها حاجة يا أم سيد دا انتى مولده حريم المنطقة كلهم
هزت رأسها نفيا بأسى وقالت
أنا عرفتكم عشان أخلى مسؤليتي الوليه جوا ياولداه مش حاسه بينا ولا بتصرخ حتى
إنفطر قلب نبيل على زوجته وترجى أخاه حتى وافق بصعوبة بالغة
وصلوا للمشفى
حالتها أصبحت حرجة للغاية تلقاها طاقم التمريض وتحركا بها بسرعة صوب غرفة العمليات
مر وقت ليس بقليل وهاهو الطبيب يخرج من العمليات وإعتراه الحزن والڠضب وقال بأسف
إنتوا إزاى تتأخروا كدا لحد متجيبوها
تنهد بحزن وأردف أنا آسف فى اللى بقوله بس للأسف إضطرينا نشيل الرحم
عشان النزيق يقف
جحظت عين سعيد بشدة بينما تساءل نبيل قائلا
طب صحتها عاملة إيه يادكتور والعيل الصغير كويس ولا لا
تسللت بسمة بسيطة على وجه الطبيب وقال
هى كويسة وجابتلك بنت زى القمر
إبتسم نبيل لحديثه بسعادة رفع يديه للسماء وقال ياما إنت كريم يارب
يعني إيه اللي الدكتور قاله دا يعنى مش هتخلف تانى
وكمان خلفتلك بنت! يعني لو ولد كان ماشى لكن تبقا خلفتك فى الدنيا بنت تسندك إزاي دي
تطلع له نبيل پغضب وقال
دا قضاء ربنا وبعدين مالهم البنات ياابو كريم ياخويا دا فضل ونعمة من عند ربنا بعد إذنك هدخل أطمن
عليهم
وقف أمام طفلته الصغيرة خطفت قلبه بجمالها
تطلع لها بإستحسان وقال
ماشاء الله قمر فى ليلة تمامه
حملها برقه بين ذراعيه وإقترب من أذنها وقرأ عليها الشهادة وتكبيرات الآذان
أدمعت عيناه وأردف بسعادة
والله لايق عليك إسم قمر
تطلع لزوجته الغافية والشحوب رسم بحدة على ملامح وجهها وتنهد بحزن وقال
قومى بالسلامة بقا ياأم قمر عشان تكمل فرحتى بيكم
إقتربت منه الممرضة وقالت
متقلقش يااستاذ هتقوم بالسلامة بس البنج يروح وتفوق وتبقى زى الفل
مدت يدها له تحمل الطفلة منه لتعيدها لمهدها
ناولها ياها وأخرج من جيبه مبلغا من المال وضعه بيدها قائلا
دى حلاوة سلامتهم.
ارتسمت السعادة على وجهها وتقبلت النقود وخرجت بعد أن أكملت عملها ودعواتها لهم تتردد لمرات عدة.
إجعلوا أوقاتكم زاخرة بذكر الله
بقلم مروة الجندى
لم يجد سعيد بد من وجوده بالمشفى فتحرك بالسيارة لمنزله
دلف لغرفة زوجته والڠضب والحزن يحتلان تقاسيم وجهه ويحكمان على قلبه پعنف
تطلعت له زوجته بوهن وقالت بتساؤل
جرا إيه يا ابو كريم عفاف ماټت!!
تطلع لها بضيق وزفر قائلا
لا عايشة خلفت بت وشالولها بيت الولد يعني بقت عاقر
ضړبت علي صدرها وقالت بحزن
ياندامتي ايه اللي بتقوله دا ليه كدا
توجه لخزانة الملابس أخرج مايرتديه وقال
أهو اللي حصل بقا الدكتور بيقول اتأخرتوا عليها
مش مهم بس المهم أخويا كدا ميبقاش له ولد من صلبه يشيل إسمه
تنهدت بحزن وقالت
ياعينى على حظك يانبيل يااخويا
تطلعت له بخبث وأردفت
بس ملحوقة ياابو كريم شوية كدا ونشوفله عروسة تجيبله الواد
هربت من صدره تنهيدة زم شفتيه بإستنكار وقال
تفتكرى الفالح هيوافق بكدا دا بيعملها ألف حساب وبيخاف على زعلها
صدح بكاء الصغيرة بتر حديثهم وإلتفتوا إليها
حملتها أمها وتطلعت لوجهها حولت نظرتها إليه بتساؤل قائلة
ألا صحيح يا أبو كريم البت اللى خلفوها شكلها إيه
عقد حاجبيه بضيق وقال
ولا شفتها ولا عاوز أشوفها هيكون شكلها إيه يعني!
أهى بنت زى كل البنات
طاوعته بالحديث قائلة
على رأيك
شردت لثوانى يحدثها عقلها قائلا
إياك متطلعش شكل أمها وتشوف نفسها علينا التانية اللي فاكره نفسها جاية من فرنسا دى كمان
إبتسمت پشماتة وتذكرت عاهتها وأكملت بداخلها
تستاهل بكرا جوزها يكسر أنفها ويجيبلها ضرة.
تطلع لها زوجها بإستفهام قائلا
تطلع لها بإعجاب وأردف
بس عافية عليك ولدتى وقمتى زى الفل مش زى الخرعة اللى أخويا جايبهالنا
تحاملت على نفسها نفضت وهنها وإبتسمت بفخر قائلة
معلش تربية العز بتفرق.
مرت ساعات اختلفت فيها أحوالهم منهم من انتشى بسعادة شاعرا بتحقيق إنتصار عظيم
ومنهم من شقى وتألم بحزن وصمت
بداخل المشفى
فتحت عفاف عينيها ببطئ أطرفت بجفنها عدة مرات قبل أن تستطيع التحكم بها تطلعت لزوجها وبصوت واهن قالت
إيه اللى حصل النونو جراله إيه
إقترب منها نبيل بلهفة وتبددت ملامح حزنه وقال بسعادة
ياااه أخيرا صحيتى ياغالية
جاهدت وهنها لترسم على محياها بسمة وتلاشت بسمتها بسرعة رفعت يدها تتحسس بطنها وقالت بلهفة
النونو فين يانبيل لو جراله حاجة عرفنى متكدبش عليا!
رد بسرعة قائلا
مټخافيش جبتى بنت من جمالها يتكسف القمر
تطلع لها بحنان ولمعت عيناه بحب وأردف
شبهك الخالق الناطق.
إبتسمت بسعادة تململت فى فراشها حاولت الحركة
فصړخت پألم
فضبت